من هو الإنسان الخائف الرب
يرشده فى الطريق التى ارتضاها
نفسه فى الخيرات تثبت ونسله يرث الأرض
وكأنه يقول إن الإنسان الخائف الرب؛ هذا هو من يرشده فى الطريق التى ارتضاها..
مشكلتنا فى حياتنا الروحية هى أننا كثيراً ما نأخذ من الله خيراتٍ ونضيّعها، إنما الإنسان الروحى الذى وصل إلى قامة روحية عالية، تجد نفسه ثابتة فى الخيرات. نحن ربما نبنى ثم نعود لنهدم ما قد بنيناه، فلا نتقدم للأمام، لكن الإنسان الخائف الرب؛ نفسه فى الخيرات تثبت.
ربما نحضر القداس ونتعزى ونتناول، ثم نخرج لنضيّع ما قد أخذناه.. نقرأ الإنجيل ونأخذ تعزيات ثم نعود لنتهاون ونضيّع ما تعزينا به.. نصلى ويعطينا الله تعزيات فى الصلاة ثم نترك حرصنا فنفقد التعزية.. أما الإنسان الخائف الرب؛ فنفسه فى الخيرات تثبت. وإذا ثبتت نفسه فى الخيرات، تنمو هذه النفس وتتزايد فى حياة الفضيلة، وتتأصل فيها بل تصير الفضيلة جزءاً لا يتجزأ من طبيعتها، ويصير الإنسان بهذا مؤهلاً لحياة الملكوت. ليس هذا فقط بل تكون النفس مثمرة تستطيع أيضاً أن تؤثر فى الآخرين.
نفسه فى الخيرات تثبت ونسله يرث الأرض.
ما هى مشكلة الخادم الذى يخدم المسيح عندما تصير خدمته غير مثمرة، رغم أنه يتعب فى الخدمة، وبالرغم من أنه تمر عليه مراحل يكون فيها متصلاً بالله اتصالاً قوياً؟! ربما عدم إثمار الخدمة يكون بسبب أن النفس غير ثابتة فى الخيرات. الشجرة إذا تنقلت يوماً بعد يوم من مكانٍ لآخر لن تثمر أبداً، إن لم تُروَ بانتظام لن تأتى بأى ثمر. أما الإنسان الذى نفسه فى الخيرات تثبت نسله يرث الأرض؛ نسله الروحى أيضاً يكون مثمراً، ويستطيع أن يرث الأرض، وقد قال السيد المسيح: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض" (مت5: 5)؛ هؤلاء هم الودعاء الذين يهديهم الرب فى الطريق أو يهديهم فى الحكم، ويعلّمهم طرقه؛ هؤلاء يرثون الأرض.