ثالثاً : السماء سقف "وجعلنا السماء سقفا محفوظا " الأنبياء 32 ، "والسقف المرفوع " الطور5
رابعاً : يمكن أن يسقط من السماء قِطَعاً على الأرض .
"أو نسقط عليهم كسفا من السماء " سبأ 92
" فاسقط علينا كسفا من السماء أن كنت من الصادقين " الشعراء 187
ورغم أن الكفار تحدوا محمداً أن يسقط السماء عليها كسفاً كما هددهم لكنه فشل في ذلك ، ولم يجد مخرجاً من هذه الورطة إلا أن قال :
" وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " الطور (آية:44)
أي أن الكفار لو رأوا هذه القطع حقاً قد سقطت من السماء لن يعترفوا بأنها قطع من السماء بل سيقولون أن هذا سحاب تراكم فوق بعضه !!
هل يُعقل هذا !
يعني نفهم من ذلك أن السماء مكونة من السحاب ؟ لأن الجزء يدل على الكل ، فإن كان الجزء – القطعة – عبارة عن سحاب فهذا يعني أن الكل هو سحاب أيضاً !!!
ثم ما هذه الحجة الواهية في التهرب من التحدي ؟
لِم لا يسقط السماء عليهم قِطعاً ثم يقولوا ما يقولوه ، فإن اقتنعوا فقد انضموا تحت جناحه وإن أبوا تكون الحجة قد قامت عليهم ووضح عنادهم .
بل إنه تمادى في التهرب بطريقة سافر حين طلبوا منه أن ينفّذ تهديده حيث قالوا كما نقل عنهم في سورة الإسراء :
" أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92)
" أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93)
فهو مجرد رسول !! كيف تطلبون منه هذه المعجزات وهو مجرد رسول لا أكثر ولا أقل !
وكأن الرسول شيء عادي نلتقي به يومياً في الأسواق !!
أنت تدعي بأنك سافرت إلى السماوات العلى في ليلة واحدة ورأيت ما رأيت في إسرائك ومعراجك وشققت القمر ونزل عليك جبريل ثم تقول أنك لست أكثر من بشر ورسول !!!!
فقط رسول !!!!
يا جماعة إنه مجرد رسول فلماذا تطلبون منه هذه الأشياء العجيبة !!!
نعود لصفات السماء
خامساً : السماء شيء مسطح قابل للطي ، فمثلما أنه تصور أن الأرض مسطحة - وهذا ما سنعرض له لاحقاً – فإنه تصور السماء كذلك مسطحة ، حيث يقول عن يوم القيامة :
الانبياء (آية:104): يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين
الزمر (آية:67): وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامه والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
ناهيك عن الإشارة الواضحة إلى تسطيحها في وصفها بأنها سقف .
سادساً : السماء قابلة للشق
وفي هذا الشأن وردت آيات كثيرة نذكر منها :
الحاقة (آية:16): وانشقت السماء فهي يومئذ واهية
الانشقاق (آية:1): إذا السماء انشقت
فهل الغازات قابلة للشق !!!
أم الفراغ قابل للشق !!!
سابعاً : السماء يمكن أن تُلمس
" وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا " الجن 8
بل إنها مليئة بالحرس والشهب ، الشهب تلك التي نرى وميضها في الليل نتيجة لاحتكاك النيازك الساقطة في الهواء واحتراقها ، وهذا كلها لا يحدث إلا في الغلاف الجوي ، هذه تصبح حسب تصور كاتب القرآن أسلحة مضادة للجن الذي يسترق السمع حيث يقول في هذا الشأن في سورة الصافات :
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ( 8 ) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
هل يُعقل هذا يا أهل العقل والدعوة إليه !!!
هناك صفات أخرى للسماء لا تقل غرابة عن الصفات السابقة ، فهي قابلة للكشط (أي تُنزع كما يُنزع الغطاء عن الشيء أو الجلد عن الشاة كما ورد في تفسير القرطبي) ، والسماء لها أبواب ، وغيره وغيره من التصور الغريب العجيب .
وعلينا أن ننبه إلى أن القرآن لا يقصد بكلمة السماء أي شيء غير منظور وبعيدا عن مداركنا كما يحلو للبعض أن يؤوّل ، فالسماء واضحة فوقنا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
ق (آية:6): أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
يونس (آية:101): قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون
الجاثية (آية:3): إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين
فكيف تكون السماء غير مرئية ويُطلب من الناس أن ينظروا إليها وإلى ما فيها من آيات ؟
ولمن شاء أن يبحث في صفة السماء القرآنية فسيجد الكثير الكثير من الأفكار المدهشة ، يمكن أن نتطرق إلى بعضها لاحقاً .
لكن لا بأس من التعليق على أبعاد السماء كما تصورها القرآن . وهذه الفكرة تطرقت لها في خواطري قديماً ، لكني أعيدها لأسلط الضوء عليها أكثر ، وبأرقام أكثر دقة .
لو كانت السماء الدنيا هي الجزء المنظور من الكون ، فيقيناً السماوات السبع ستكون بقدرها أو أكبر منها كما ورد في الحديث .
فلو افترضنا أن نصف قطر السماء الدنيا هي س ، فيقينا نصف قطر السماوات السبع الطباق أكبر من ذلك بكثير .
لكني سأكتفي بالسماء الدنيا التي نراها والتي هي الكون المرصود أمامنا .
لماذا تكون السماء الدنيا هي الكون المرصود فقط ؟
الجواب على ذلك أن القرآن صرّح في أكثر من موضع بأن السماء الدنيا قد تم تزيينها بالكواكب والمصابيح ، إذاً أينما نجد في الكون كواكب ومصابيح فهي ضمن السماء الأولى ، وبذلك سنعتبر نصف قطر السماء الدنيا = نصف قطر الكون كحد أدنى .
تقدر الكتب المتخصصة نصف قطر الكون ب 1*10 28 م
أي 1 وأمامه 28 صفر .
ونصف قطر الأرض هو 6.371 * 10 6 م
فنسبة حجم الأرض إلى حجم الكون (السماء الدنيا) تكون بقسمة الأول على الثاني فيكون الناتج :
0.0000000000000000000006371
= 6.371 * 10 -22
وهذا يعني أن الأرض أصغر من السماء الدنيا ب 10 آلاف مليار مليار مرة !!!
أي أنها لا شيء بجانب السماء الدنيا .
وحتى تتمكنوا من تصور هذه النسبة ، قوموا بالتالي :
نصف قطر الإلكترون = 2.817938 *10 -15 م
قوموا بحساب نسبة حجم الإلكترون إلى حجم الأرض بقسمة نصق قطر الأول على نصف قطر الثاني فتكون النتيجة
4.4 * 10 -22
وهي نسبة مقاربة إلى نسبة نصف حجم الأرض بالنسبة إلى السماء الأولى
ما الذي نريده من كل هذه الحسابات ؟