بشرنى الرسول العظيم بأن من سمات امته انها لاتجتمع على ضلالة...والمعنى ان كل مااجمعت عليه الامة الاسلامية هو من صحيح الدين....وكل مااختلفت عليه فهو ضلالة إذ لو لم يكن ضلالة لاجتمعوا عليه. ولكن كم هي الاشياء التي اتفقوا عليها وكم هي التي اختلفوا عليها؟
اذا وضعنا جدول بها نجد ان مااختلفوا عليه هو اكثير بكثير مما اتفقوا عليه، فهل امة الاسلام على ضلالة اليوم؟
الايعني ذلك ان امة الاسلام اليوم على ضلالة، فهي ليست مجتمعة على شئ...
تصوروا لو ان شخصا مسلم يعمل في احدى منظمات الامم المتحدة المسؤولة عن احد الشعوب البدائية في البرازيل مثلا، وعليه ان يعيش بينهم، فهل يجوز له ذلك وهم ذكورا ونساء عراة، من وجهة نظرنا؟
هل يجوز صيامه وصلاته وهو يعيش بين عراة....وحتى بالرغم من انها لم يعد للعري اي طعم جنسي؟
ولنفترض اننا سنقوم بالتبشير بينهم، واعتنقوا الاسلام هل عليهم ان يلبسوا وعلى نساءهم ان يتغطوا ؟
من اين يأتوا بالاموال لشراء الملابس وكيف سيتصرفوا؟
ولماذا ستكون قوانين الزنى والزواج بأربعة وقطع يد السارق ضرورية لهم وليس لديهم مثل هذه الجرائم؟؟؟ بالاحرى مافائدة الجنة والنار والعقوبات والترويع لهم وهم ليس لديهم خطيئة؟
توصل العلماء الصينيين الى طريقة رخيصة وسهلة للايحاء الى الحمام وتسييرهم بدون حاجة الى جبريل او وحي، في حين كان الله مضطرا الى ارسال ملائكة ووحي وشياطين...فهل حقا لم يستطتع ايجاد طرق مشابهة للطرق التي توصل اليها الصينيين؟؟؟
ان إكتشافات الصينيين تشير بوضوح الى ام الدماغ قابل ليكون مسيطر عليه عن بعد ولايحتاج الى ملائكة او اي وسيلة اخرى، لو كان الله قادرا حقا، فلماذا يعقد الله الامور على نفسه؟
اليكم الخبر لتعرفوا المقصود:
تمكن العلماء الصينيين وعلى رأسهم االبروفيسور Su Xuecheng من جامعة shandong
من زرع رقائق الكترونية في دماغ حمامة زاجلة وجعلها تطير حسب توجياته من على الارض. الاشارات اللاسلكية يوجهها من على الارض لتقوم بتنشيط الدماغ بحيث انها تقوم بالطيران الى اليمين او الى اليسار، الى الاسفل او الى الاعلى حسب توجيهاته تماما....
ويعتقد ان هذه السيطرة ستمكن من استخدام الحمام او الحيوان في عمليات التجسس...ولحسن الحط فأن الصين حرة للغاية بحيث ان حكومتها لاتحتاج الى السيطرة على ادماغ مواطنيها...عن بعد.
{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ }الأعراف58
نشرت هذا الموضوع في منتدى المعراج، ولرغبتي في مقارنة ردود الفعل المختلفة، اعيد نشره هنا:
عبر بعض الزملاء عن انزعاجه من بعض تعابيري، واعتبرها " استهزاء بالاسلام" او بمعتقدات الاخرين. احد هذه التعابير هو "وإذا مرضت فهو لايشفين". وبرأيي البعض ان استخدام مثل هذه التعابير هو اهانة لمعتقدات الاخرين. وانا اتساءل، هل الامر فعلا كذلك؟
في عهد الدراسة اتذكر ان الكثير من الطلبة كانوا يأتون بتعليقات او نكت تستهزء من الله مباشرة، ومنها مثلا: لاتسبح الله حتى لاتغرقه، او النكتة التي تقول ان رؤساء ثلاث دول ذهبوا الى عند الله وسألوه عن المدة الضرورية لتصبح شعوبهم من الشعوب العظمى. في البداية اجاب الله على سؤال الرئيس الصيني قائلا: 50 سنة، فبكى الرئيس الصيني، ليأتي دور الرئيس الهندي بالبكاء بعد ان سمع جواب الله واخيرا جاء دور الرئيس العربي فبكى الله. والكثير غيره. ولكن لم يكن يخطر ببال احد الاعتراض او الادعاء بانه لايجوز الاستهزاء او تكفير القائل او التشكيك بخلفيته.
لم تقف الامور عند هذا الحد بل لازلت اذكر انه كان ولازال من الشائع توجيه الشتائم والسباب الى الذات الالهية مباشرة، كأن يقول الغضبان او احد المتعاركين: يلعن الله. وهذا طبعا احد اخف التعابير المستخدمة، إذ توجد شتائم اسوء بكثير...
في صحيح البخاري، المصدر الثاني عند السنة، توجد الكثير من الحكايات والنكات التي تستخف بالله ونبيه وتثير الضحك اياما، ومع ذلك لم يتهم احد البخاري بأنه " يستهزء بمعتقدات الاخرين". فماهو السر ياترى؟ ولمن يجوز له الاستهزاء بالاسلام؟
في "صحيح" البخاري نجد ان النبي في اسراءه قد التقي بالعزيز موسى، فسأل موسى ماذا اعطاك ربك فقال له : 50 صلاة، فقال له عد اليه وطالبه ان يخفضهم. واستمر محمد صاعدا نازلا بين الله وموسى، حتى تمكن (بفضل ارشادات موسى) من الوصول بالصلوات الى الخمسة فقط، ليعلن انتصاره بالتخفيف عن الامة، معترفا بذلك بذكاء موسى على محمد (بالرغم من ان محمد كان تاجرا في بداية عهده)، وبأن الصلاة كانت موضوع مفاصلة، وبأن الله يطلق الواجبات جزافا بدون تفكير، وبانه لو قام الرسول بصعدة اخيرة لربما بقينا بدون صلاة على الاطلاق. فيالرخص هذه الشعائر ومن يقف خلفها، ومع ذلك لم يعترض احد على البخاري ولم يروا في هذه القصة الطفولية اي اهانة لديننا....
قبل ايام اصدرت " لجنة السنة" في جامعة الازهر فتوى بتكفير القرآنيين. ونحن نعلم ان القرآنيين يطالبون بإحترام النبي وتاريخه، وبتنظيف التراث العقائدي من سفاهات البخاري وامثاله، فهل دفاع " لجنة السنة" عن سفاهات البخاري والتراث الديني ليس إهانة لديننا؟ على الاقل لم اسمع تعقيبا من احد يدين مواقف هذه اللجنة وكان الاستهزاء مقبول فقط عندما يصدر عن كهنة الاسلام.
حقيقة اخرى كانت اولى بإثارة الاهتمام، وهي قضية تثير اي ضمير ميت على الاطلاق. قبل ايام خرجت علينا الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية " الدراسات الاسلامية" بنات سابقا مطالبة بتطبيق حد القذف على الطفلة هند. والطفلة هند لها من العمر 11 سنة، وكانت قد ولدت طفلا وتقدم اهلها بقضية اغتصاب ظهر ان الرجل الذي اتهمته الفتاة لايتطابق حمضه الاميني مع الحمض الاميني للطفل. ومن خلال ذلك اباحت الدكتورة الشريعية لنفسها الاستنتاج والحكم على الطفلة بالجلد.
هذه عينة مما يجري اليوم في وطننا، ولايراه احد مبعثا للقلق اوإهانة فعلية للاسلام. عندما تكون النخبة الكهنوتية بهذه السفاهة، فالااعتقد ان هناك داعي للبحث عن مصادر اخرى لاهانة الاسلام، إلا من باب اخفاء مصادر الاهانة والاستهزاء الفعليين والحقيقيين. ان سلوك المسلم هو الذي يقرر موقف الاخرين منه وليس مجرد إدعاءات باطلة او تعبيرات تنفيسية مؤقتة او لاثارة النقاش والتفكير.
واتساءل، من منح البعض الحق بالوصاية على دين الاسلام لتقرير من يجوز له الاستهزاء ومن لايجوز؟ ومن اعطى الحق للخروج بإستنتاج مسبق ان كل من يستهزء هو بالضرورة غير مسلم، ويجب ان يعامل على اساس ان الاسلام "ليس له"، وكأن الاسلام يملك صاحبا؟
ان الاسلام هو تراث ثقافي، يملكه كل من تربى في هذا التراث، ولااحد له الحق بتقرير من هو المسلم ومن هو الغير مسلم ومن يحق له الاستهزاء ومن لايحق له، خصوصا واننا نرى ان " الاسلام" اليوم لم يعد دينا فقط يخص المعتقدين به في علاقتهم الفردية بين انفسهم والله، بل اكثر فأكثر يتوجه ليصبح "مصدر تشريع للدولة" وبالتالي يخص حياة كل مواطن على الاطلاق.
من هنا حق كل مواطن بالاستهزاء ونقد مصدر التشريع السياسي "الذي يفرض عليه فرضا". ان المذنب في هذا هو الذي لم يبقي الدين لله والوطن للجميع ولم يطالب بفصل الدين عن الدولة. فلماذا الشكوى؟