[center] الجزء الاول
إذا راجعنا كتب التراث سنجد معلومة تثير الاستغراب تضع الاساس لإثارة السؤال التالي:، هل كان للرسول ابا اخر؟
1. عبداللات او عبد الله كما اصبح اسمه فيما بعد، وهو والد النبي محمد حسب مماتزعمه كتب التراث نفسها، تزوج في نفس اليوم الذي تزوج فيه أبيه عبدالمطلب بن مناف
2. تزوج كلاهما أختين ، أي إن عبداللات تزوج آمنة بنت وهب ، وأبوه عبد المطلب تزوج أختها في ذات الليلة.
3. خالة النبي(شقيقة أمه و زوجة جده في ذات الوقت) حملت في حمزة عمه (وهو الذي قُتل في غزوة بدر) مباشرة بعد زواجها من جده.
4. آمنة لم تنجب محمد مباشرة بعد زواجها من عبداللات و الدليل فرق السنوات التي كانت مابين اربع سنوات الى سنتين حسب المراجع، التي يكبرها عنه عمه حمزة.
5. كتب السيرة تشير الى ان والد النبي محمد المعروف لنا قد مات قبل ولادة محمد بوقت تختلف المصادر في تقديرها وتتراوح بين بضعة سنوات وبضعة اشهر. ومن المعروف ان النساء في ذلك الوقت لم يكن لديهم الاخلاق ذاتها التي لدينا اليوم تجاه العلاقة الجنسية، ولم يكن من المعيب ان تمارس الفتيات وخصوصا الفقيرات منهن مايعرف، في ذلك الزمان، بزواج الرهط من اجل ان يحصلن على قوت يومهم وهو يشبه الى حد كبير زواج المتعة الذي كان ممارسا في الفترة الاولى لفجر الاسلام ولازال كذلك عند الطائفة الشيعية. والمعروف ايضا ان العرب الاوائل لم يكونوا دقيقين في تحديد فترة الحمل ونسب الوليد الى ابوه بناء على حساب وقت الحمل حسابا صحيحا.
يقول كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد:
1: حمل آمنة من محمد.
2 : وفاة عبدالله .
3 : مولد محمد.
الجزء الأول : حمل آمنة بمحمد
(قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه عن عمته قالت كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب كانت تقول ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء الا أني قد أنكرت رفع حيضي وربما كانت ترفعني وتعود وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال هل شعرت أنك حملت فكأني أقول ما أدري فقال انك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك يوم الإثنين قالت فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى إذا دنا ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد قالت فكنت أقول ذلك فذكرت ذلك لنسائي فقلن لي تعلقي حديدا في عضديك وفي عنقك قالت ففعلت قالت فلم يكن ترك علي الا أياما فأجده قد قطع فكنت لا أتعلقه.)
1. لماذا أنكرت آمنة رفع حيضتها في بادىءحملها، بالرغم من ان ذلك كان من المفروض ان يكون مبعثا لفرحتها؟
2. أليس غريبا أن تُصرَح آمنة بأن حيضتها تُرفع عنها ثم تعاودها؟
كيف يمكن تفسير رفع الحيض وعودته من الناحية العلمية؟
أ) بعض النساء ذوات الأحمال (لا سيما من يحملن لأول مرة) يتعرضن لنزول بعض قطرات من الدم أثناء بدايات الحمل (وهو ما يُتعارف عليه في الاوساط الشعبية بالحمل الغزلاني) ، ولكن شتان الفرق بين ما يحدث لهؤلاء و بين ما حدث لآمنة حيث أن أي المرأة تستطيع و بسهولة التمييز بين دم الحيض و نزول بعض قطرات الدم التي تُصاحب بدايات حملها.
و بذلك نستطيع إستنتاج أن آمنة حاضت بالفعل بعد زواجها مُباشرة ، ولم تحمل في تلك الفترة على الإطلاق ، لأن هذا الوصف المُشوش الذي وصفت به آمنة حملها قد يعني بأنها لم تكن حاملا بالأساس!!!
ب) قد تكون آمنة حملت في بدايات زواجها من عبدالله فعلا ، ولكنها واجهت ما يُسمى طبيا (بالحمل المُهدد) ، أي أن الجنين كان غير مُستقرا في رحمها ، و بالتالي تعرضت لنزف مُتقطع (وهو ما أسمته هي برفع الحيضة و عودتها) ، وهذا النوع من الحمل في ذلك الزمان (مع عدم وجود هرمونات تثبيت الحمل و رعاية طبية حديثة) كان ينتهي عادة بالإجهاض ، ودون أن تدري المرأة يقينا إذا كانت حاملا أم لا.
و أرى أن هذا الإستنتاج (من الناحية العلمية) هو الأقرب إلى الصواب في الحالة التي وصفتها آمنة.
و في كلتا الحالتين ، نستطيع إستنتاج حيض أو سقط آمنة عدة مرات بعد زواجها من عبدالله (الذي لم يدم أكثر من بضعة شهور) ، وهذا ما يثير امر الطفل الذي حبلت .
نأتي إلى مامذكور في التراث الاسلامي عن تلك الحادثة، ولتي تنم عن مدى سذاجة الناس في ذلك العصر:
هل ظهر الملاك وبشر آمنة بمولد الرسول على طريقة تبشير مريم العذراء؟ ام ان آمنة كانت محتاجة لقصة مشابهة لقصة العذراء التي كانت معروفة في الجزيرة العربية في ذلك الوقت؟
يذكر كتاب الطبقات الكبرى
لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها)
أي أن الفترة التي قضاها عبدالله مع إمرأته (بحسب سُنة العرب وقتئذ) ثلاثة أيام فقط لاغير!!!
المعروف طبيا أنه مهما بلغت شدة خصوبة كل من المرأة و الرجل ، فإن فرصة الحمل في بداية زواجهما تكون صعبة جدا (إن لم تكن مُستحيلة في كثير من الأحيان) ، بل أنه قد تنقضي عدة حيضات قبل أن تتمكن الحيوانات المنوية من إختراق البويضة القابعة في قناة فالوب ، بعدما تصبح العملية الجنسية أسهل من الناحية الميكانيكية و النفسية ، بل و حتى من الناحية الفيسيولوجية و الهرمونية لدى المرأة كذلك!!!
لقد إكتشف العلم الحديث مؤخرا أن البويضة الأنثوية قد تُمارس مقاومة عندما تحاول إختراقها حيوانات المنوية لبعض الرجال ، بينما تبدي مُقاومة أضعف لحيوانات منوية لرجال آخرين!!!
بل وجد بالتجارب العلمية على بعض الساقطات و محترفات بيع الهوى اللآتي لا يأبهن بالحمل من الحرام أن حيوانات منوية بعينها تقوم بحماية القوي منها لكي يُلقح البويضة ، وذلك بعمل دفاعات متينة و مصدَات ضد الحيوانات المنوية الغريبة التي تُحاول الوصول لتلقيح البويضة!!!
ولو ربطنا قصة زواج عبدالله بآمنة مع هذه الحقائق العلمية ، يُمكننا إستنتاج أن قصر المدة التي قضتها آمنة مع زوجها عبدالله لا تسمح لها بالإنجاب منه من الأساس!!!
وعن كون عبدالله قضى مع آمنة سنينا ، بل و إنه قد يكون قد طاف بمحمد في أحياء العرب ليجد له مُرضعة (بناء على روايته التي لم يُنكر هو ضعفها) ، فسوف أستشهد بكتاب (أم النبي) لعائشة عبد الرحمن - بنت الشاطئ ، فماذا كتبت المؤرخة الشهيرة :
(...وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام.)
لنرجع مرة أخرى لكتاب الطبقات الكبرى :
(قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب قال وحدثنا سعيد بن أبي زيد عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قالا خرج عبد الله بن عبد المطلب إلى الشام إلى غزة في عير من عيرات قريش يحملون تجارات ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا فمروا بالمدينة وعبد الله بن عبد المطلب يومئذ مريض فقال أنا أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار فأقام عندهم مريضا شهرا ومضى أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن عبد الله فقالوا خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار وهو مريض فبعث اليه عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة وهو رجل من بني عدي بن النجار في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك وأخبره أخواله بمرضه وبقيامهم عليه وما ولوا من امره وانهم قبروه فرجع إلى أبيه فأخبره فوجد عليه عبد المطلب وإخوته واخواته وجدا شديدا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حمل ولعبد الله يوم توفي خمس وعشرون سنة...)
إنها تكملة لقصة فراق عبدالله (العريس) لعروسه آمنة و لنفس السبب الذي ذكرته عائشة عبدالرحمن في كتابها : الذهاب في تجارة إلى الشام و غزة.
قال القرآن في سورة الضحى الجُملة (6)
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)
قال إبن كثير في تفسيره : (أَلَمْ يَجِدك يَتِيمًا فَآوَى" وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ حَمْل فِي بَطْن أُمّه...)
تفسير الجلالين : (" أَلَمْ يَجِدك " اِسْتِفْهَام تَقْرِير أَيْ وَجَدَك " يَتِيمًا " بِفَقْدِ أَبِيك قَبْل وِلَادَتكأَوْ بَعْدهَا ")
تفسير الطبري : (أَلَمْ يَجِدك يَا مُحَمَّد رَبّك يَتِيمًا فَآوَى )
تفسير القرطبي : (" أَلَمْ يَجِدْك يَتِيمًا " لَا أَب لَك قَدْ مَاتَ أَبُوك .)
ومن هنا فأنه من الثابت ان والد محمد قد مات قبل ولادة محمد، ولكنماهي الفترة بين وفاة الاب وولادة الابن؟
الجزء الثالث : مولد محمد :
من السيرة نعرف ان النبي وُلد في عام الفيل (العام الذي حاول فيه إبرهة الأشرم الحبشي المسيحي هدم كعبة الوثنيين بمكة) ، و بالعودة لأقوال بعض المؤرخين ، نجد أن محمدا وُلد يوم الإثنين الموافق الثاني من ربيع أول من التقويم القمري ، العشرون من أبريل عام 570 م.