ين تتراكم داخل القلب ذرات المواقف المؤلمة و تُنشئ جبلاً يثقل القلب
و يحاول ذلك القلب اللحمى الضعيف أن يحتمل دون ان ينطق.. و لكن هيهات
فتأتى لحظة يصرخ فيها معلناً عن إنفجار ذلك الجبل بداخله و كأنه بركاناً
و تنهمر الدموع من العين و القلب معاً و كأنها تستنجد لهذا المسكين أو كأنها تبكى حالهُ و تتألم معه
و تتساقط الدموع من حزنها لعدم إستجابة من حولها
و إذ بها تنتبه فجأة لكونها تسقط على راحتا يدين رقيقين إلتحمتا ببعضهما و لم تدعا دمعة واحدة تسقط على الأرض
و أسرعت إحداهما كى تمسح عين ذاك الباكى الصارخ المتألم داخل قلبه
و الأخرى تطيب جراح ذلك القلب المتحطم، تهدئ من روعه و كأنها ترتب كيانه من جديد، تبنى حطامه، تنير ظلمته بنور لا تعرفه قوة الشمس
و فى هذه الأثناء تلتف ذراعا هاتين اليدين حول ذاك المتالم ليدفعانه فى حضن يذكره بأن هذا هو مكانه و أنه بهاتين القويتين لن يخرج ثانية من دفء ذلك الحضن
عجباً أن هذا الحنون هو يسوع
يسوع الرقيق.. يسوع الذى لا يحتمل أن يراك حزيناً تبكى
و كأنه يعادل كل دمعة تسقط من عينيك بقطرة دم تسقط من جنبه أرضاً
أو كأنه يقول لك لا تدع دموعك تسقط على الأرض يا حبيبى
بل دعها تسقط فى يدىّ
و إن كنت أنا معك و أنت فى حضنى فلماذا الدموع اذا ؟ ليس لها مكاناً معى
أنت إبنى و أنا أحبك.. تذكّر هذا و لا يضطرب قلبك
فأنت فى حضنى
و سيمسح الله كل دمعه فى عيونهم
رؤيا 4:21
Santa