ترك الثوب المدنـَّس

ترك الثوب المدنـَّس



دخل (يوسف) البيت ليعمل عمله، ولم يكن إنسانٌ من أهل البيت هناك في البيت. فأمسكته بثوبه.. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج ( تك 39: 11 ، 12)

ما أصعب ما واجهه يوسف في بيت فوطيفار! وما أصعب ما يواجهه المؤمنون في عملهم، وفي أثناء تعليمهم من إلحاحات الخطية، وخاصة من خلال العمل مع الحاسب وفي الإنترنت!

ربما تدخل إلى العمل والتفتيش في موضع معين للفائدة العلمية والفائدة الروحية، فتهاجمك إلحاحات الخطية والعروض البذيئة. وإني أقول لكل مَنْ يتعامل مع المواقف في الإنترنت: حين تدخل قاصدًا الوصول لموقع مُفيد وبنَّاء، تذكَّر أنك تدخل من طريق حساس وخطير مليء بالعروض الأخرى المُغرية لمواقع خطيرة تطوّح بك فتسقط سريعًا. فقبل أن تدخل صلِّ كثيرًا، وحدد هدفك، واغمض عينيك عن كل شيء أو موقع آخر ليس ضمن مهمتك أو طلبك. احترس جدًا، فأنت كمن تخطف شيئًا من النار، أو تصل إلى موقع عن طريق مليء بالألغام.

لقد نجح يوسف وترك ثوبه الذي قد تدنس، ,هرب إلى الخارج وكان هروبه هو سِمة الرجال الأبطال، وانتصر على الخطية وإن كانت الكُلفة والثمن باهظين. إن الأمانة غالية وثمينة على قلب الرب. إن قداسة يوسف وانفصاله عن الشر، أدّى به أن يدخل السجن، وهذا بسماح إلهي لاستكمال عمل الفخاري في شخصية يوسف. لقد خلع ذلك الثوب الذي تدنّس، تركه وخرج إلى خارج مُتممًا الوصية «لتكن ثيابك في كل حين بيضاء، ولا يعوز رأسك الدهن» ( جا 9: 8 ). فهو لم يرفض فقط زوجة فوطيفار وعروضها، بل ترك أيضًا ما تدنس من أصابعها، مفضلاً أن يلبس ثوب السجين، بدلاً من ثوب، ترك عليه آثار النجاسة.

احذر أيها المؤمن، أنك بعد هروبك من تجربة ما، أن تحمل ولو القليل من فكر، أو خيال، أو صورة، أو كلمة، أو همسة، أو لمسة، وتتركه في ذهنك أو قلبك، لأنه سيبقى مصيدة لك، بل سيكبر وينمو في ذاكرتك لكي يُرجعك فيما بعد إلى موقع الخطية فيُسقطك. فاقطع كل شيء، واحذر حتى من القليل الذي لصق بك، «هوذا نارٌ قليلة، أي وقود تحرق؟» ( يع 3: 5 ). اهرب من موقع الخطية والدنس إلى موقع القداسة، واحذر من أن تحمل معك فيروس النجاسة للموقع الجديد الذي هربت إليه، موقع القداسة








Santa